تعلو نبرة التهديدات الخارجية الإقليمية والدولية التي تتعرض لها مجموعة الدول الصغيرة حجمًا والصاعدة اقتصاديًا ودبلوماسيًا، والتي يجمعها إطار إقليمي يسمّى مجلس التعاون لدول الخليج العربية. لكنّ هذه الدراسة تحاول إلقاء الضوء على الجانب الآخر "المسكوت عنه" من منظومة التهديدات والتحديات التي تواجه هذه الدول، والمقصود هنا التهديدات الداخلية والمجتمعية. ستركز هذه الدراسة، أساسًا، على جانب واحد من هذه التهديدات والتحديات يتمثل بالخلل الديموغرافي الذي تعانيه دول المجلس كافةً (بدرجات متفاوتة). وتجادل بأن هناك تعمدًا من جانب حكومات دول المجلس في خطاباتها الرسمية وغير الرسمية في تجاهل هذه الظاهرة، وقد باتت، في رأينا، لا تمثّل فقط تهديدًا حقيقيًا لأمن هذه الدول واستقرارها (وفق الصورة التقليدية بحسب الواقعيين)، بل تهديدًا للأمن الإنساني والمجتمعي، وتحديًا للسلم الأهلي أيضًا.