يعمد راناجيت غُهَا إلى تقليب الفكر في الهجرة والشتات. كما يمعن التفكير لا في الابتعاد المكاني الذي تفرضه الهجرة فحسب، بل في ما تولّده من اختلال زمنيّ وتاريخي يترتّب عليه فقدان الماضي والهوية. لكن غُها لا يتناول المهاجر في مكان انطلاقه فقط، بل في مكان وصوله، بين الجماعة المضيفة التي يقف أمامها وليس لديه سوى فوريّة الحاضر، إذ تمتصُّ كلَّ ما هو معروف عن ماضيه ومُفتَرض عن مستقبله حقيقةُ وصوله المطلقة التي تُفهَم على أنّها شيء خارجيّ محض، لا يتوسّطه ما كانه المهاجر ولا ما سوف يكونه. وفي هذه الدوامة من القَطْع المفاجئ للاستمرارية وانعدام اليقين والاضطراب في تدفّق الزمن الانسيابي، في هذا الحاضر من دون قبل أو بعد، هذا الحاضر العصيّ على الفهم، يكون على المهاجر أن يكافح لإيجاد مستقبل وهوية أخرى.