تسعى الدراسة إلى مقاربة إشكالية السعادة عند الفارابي وذلك بهدف الوقوف عند دلالاتها أولا، وبحث مقتضياتها النظرية والعملية ثانيا، عسانا نتبين في المحصلة المنزلة المرموقة التي حظي بها الانسان في فلسفة الفارابي ، فالسّعادة في تقديره تحصل عندما يتفق الإنسان مع إنسانيته، فإذا كان منتهى كمال الإنسانيّة مشدود إلى بلوغ المطلق، فإنّ فعل الإنسان النظري والعملي لا يسكن إلا في الفكرة، أمّا في الواقع فهو حركة متجدّدة ومتواصلة.