إن التصريح الذي يستشهد به كثيرون، نقلًا عن وزير النفط السعودي السابق أحمد زكي يماني، أن "العصر الحجري لم ينته بسبب النقص في الحجارة، وأن عصر النفط سينتهي قبل أن ينفد النفط" ليس دقيقًا تمامًا. فالعصر الحجري لم ينته قط؛ فهو لا يزال قائمًا حتى اللحظة على شكل حجارة لا نزال نستخدمها في بناء المنازل والجسور والمعالم الأثرية. ما انتهى هو جانب من جوانب العصر الحجري، أي صناعة الأدوات من الحجارة التي استبدلت، لأسباب عملية، بالبرونز والمعادن مع ظهور الصناعات المعدنية، وتحديدًا صهر البرونز والحديد. أطروحة هذا البحث أن المنطق ذاته ينطبق على النفط؛ إذ إنه من المحال أن يكون هناك عصر ما بعد النفط في القرن الحادي والعشرين ولا حتى أبعد من ذلك بكثير.