عنوان الكتاب الأصلي: Copts and the Security State: Violence, Coercion, and Sectarianism in Contemporary Egypt.
المؤلف: لور جرجس.
الناشر: مطبعة جامعة ستانفورد.
مكانالنشر: ستانفورد، كاليفورنيا.
سنة النشر: 2016.
عددالصفحات: 239 صفحة.
تستعين مقدمة الكتاب بتلك العبارة الشهيرة، من خطبة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في أيار/ مايو 1980، لتمهد للبدء في تحليل البنية الطائفية للمجتمع المصري. وعلى الرغم مما قد تشي به هذه المقدمة من استسلام للرواية المختزلة عن دور الحقبة الساداتية في التحول نحو الطائفية، فإن الكتاب في الحقيقة يحيلنا إلى نقاط تاريخية أبعد من ذلك بكثير، بل يقفز بنا إلى نقاط أحدث لا تقل جوهرية، ليرسم صورة أشد تشابكًا وتعقيدًا للطائفية في مصر. ترفض المؤلفة الميل التاريخاني والجوهراني في تناول "المسألة القبطية"، والذي هيمن على الأبحاث المتعلقة بالأقباط حتى مطلع الألفية الجديدة. فاعتماد "الذمّية" وحدةَ تحليل أساسية يؤكد منظورًا جوهرانيًا لوضعية الأقباط على أنهم "ضحايا" منذ القرن السابع الميلادي إلى اليوم، من دون أدنى تغيير. ومع هذا، تقرّ جرجس ببعض من الاستمرارية التاريخية؛ فالطائفية تعتمد على نظام سياسي وقانوني موروث جزئيًا من العصر العثماني. لكن الدولة الحديثة تظل هي الفاعل والسياق الرئيسين لإنتاج الطائفية في مصر؛ بفضل الظرف التاريخي لتشكّل الخطاب الوطني لها في مرحلة النضال من أجل الاستقلال (ص 5). فالمواجهة مع القوى الكبرى في القرن التاسع عشر دفعت الدين ليكون محددًا رئيسًا للهُوية، وتعريف الذات الوطنية، بالضد من المُحتَل، بالاعتماد على منطق وخطابات هوياتية/ دينية.