أفضى قيام الثورات العلمية المعاصرة إلى إعادة طرح إشكالية مناهج العلوم الاجتماعية والإنسانية في ضوء مقاربات إبستيمولوجية نقدية مفتوحة جديدة، لم تعد تشتغل بسؤال إن كان من الممكن أم من غير الممكن نسخ منهج العلوم الطبيعية وتطبيقه على حالات السلوك البشري وظواهره. بل إنها صارت تشتغل بجل التناسبات القائمة بين العلوم الإنسانية وعلوم الفيزياء الكمومية لسد الثغرات وتحقيق الوصلات بين السلوك الظاهر وعمقه الخفي خلال اختصاصات مثنى وثلاث، ومن ثم رسم استراتيجيات تكشف عن الطابع الإبداعي والمقاصدي للسلوك البشري الفردي والجماعي.