تتناول هذه الدراسة العلاقة بين الخطاب البيئي ونقد الحداثة، وتبيّن، أولًا، كيف أصبح براديغم البيئة مهيكلًا للحقل العلمي، ومؤثرًا في الحقل الاجتماعي والسياسي، ومنتجًا الحركات الاجتماعية. كما تكشف، ثانيًا، كيف يتقاطع ذلك مع أهم مدارس نقد الحداثة في أوروبا منذ بداية القرن العشرين في نقدها العقل العلمي. تخلص الدراسة إلى أن الخطاب البيئي ما هو إلا أحد تجليات الأزمة الأخلاقية للحداثة، وهو يتقاطع مع مسار نقدها الحضارة التكنولوجية القائمة على عقلانية الفعل، ومنطق الربح في نظام إنتاج رأسمالي دمّر الطبيعة والمجتمع؛ لذلك فإن الأزمات البيئية تصاحبها دومًا أزمات اجتماعية.