يرى أبو يعرب المرزوقي أن ابن تيمية فيلسوف يتبنّى المذهب الاسمي، بل يرى دين الإسلام، الذي يُسمّيه "الحنيفية المحدثة"، مشروعًا اسمانيًا في مواجهة الواقعية التي تبنّتها الأفلاطونية المُحدثة، من حيث النظر إلى الكلّي: هل له تحقق واقعي خارج الذهن أم هو مفهوم ذهني فحسب؟ ولئن كان التوجّه الواضح عند ابن تيمية أنه مفهوم ذهني فحسب، كما سيأتي بيانه في الدراسة، فإن موطن البحث هو: هل يقول ابن تيمية بمطابقة هذا الذهني للأعيان الخارجية من حيث العلم بها كما تدل على هذا نصوصه، أم لا كما يرى المرزوقي؟ يهدف هذا البحث النقدي إلى كشف كيفية قراءة المرزوقي للعالِم الحنبلي المعروف أحمد بن عبد السلام بن تيمية الحرّاني؛ أهي قراءة تتوخّى الدقة؟ أم هي قراءة إسقاطية لا تُعبّر حقّ التعبير عن اتجاهه في طبيعة "الكلّي"، ومدى مطابقته الجزئيّات والأعيان الخارجية؟