تفحص هذه الدراسة المستويات التي بلغتها ممارسة الفردانية الاجتماعية في تونس، ومدى ما تُعبّر عنه الحركات الاجتماعية والمبادرات الفردية المساندة لتوسيع مجال الحقوق والحريات في وجود مطلب أو تيار مجتمعي راسخ يدفع في هذا الاتجاه. وتدرس استنادًا إلى المعطيات السوسيولوجية المتوافرة، الكمية والكيفية، مدى الارتباط بين المؤشرات الدالّة على توسع مجال الفردانية الاجتماعية في المرحلة الحديثة والمعاصرة من تاريخ تونس من جهة، والصراعات والتفاعلات الأيديولوجية والفكرية التي تبلورت بشأن هذه التحوّلات من جهة أخرى. وسيسمح لنا هذا التمشّي بمناقشة رهانات ومقترحات الحركات والجمعيات المطالبة اليوم بالتوسيع في الحقوق والحريات الفردية المُتاحة للتونسيين والتونسيات، وطبيعة المبررات التي تُساق للمناداة بهذه المطالب والدفاع عنها بالموروث الثقافي - الديني الإسلامي في المجال والمرجعيات الغربية.