يناقش هذا البحث مسألة العلاقة التي بناها الفكر العربي المعاصر بالتراث، مفككًا أبعادها الأيديولوجية ومسلطًا الضوء على محدوديتها. يبدأ البحث بمناقشة مسألة الذاكرة والنسيان في الخطاب الغربي، وخصوصًا في مجالات التاريخ، والفلسفة والتحليل النفسي ودراسات الذاكرة، ومركزًا على نحو خاص على "الاعتبار الثاني" لنيتشه، ومنتصرًا لواجب النسيان في كل سياق يحكمه تضخم الذاكرة أو ما يسميه نيتشه بـ "الحمى التاريخية". ويعرج على مناقشة مختلف القراءات للتراث في السياق العربي المعاصر، والتي تنتهي في مجملها، وعلى اختلاف مشاربها ومناهجها، إلى إسقاط صراعات الحاضر على الماضي، وصراعات الماضي على الحاضر، وما يمثله ذلك من عقبة أمام الالتحاق بزمن العالم، والانفتاح على الإنجازات الكبرى للحداثة.
* أستقي هذا العنوان من محاضرة شهيرة للكاتب الأرجنتيني خوزيه لويس بورخيس، بعنوان: "الكاتب الأرجنتيني والتراث"، يقول في نهايتها، موجهًا كلامه إلى الكتاب الأرجنتينيين: "لهذا أكرر أن علينا أن لا نشعر بالخوف، وأنه علينا أن نفكر في أن تراثنا هو الكون"، ينظر:
Jorge Luis Borges, “El Escritor argentine y la tradición,” in: Jorge Luis Borges, Discusión (Buenos Aires: Emecé Editores, 1957), p. 162.