تتجاوز أهمية إضافة مانويل كاستلز في مؤلَّفه عصر المعلومات بناء مفهوم مجتمع الشبكات، لتبلغ هدفًا أبعد هو تفكيك حقيقة تكنولوجيا المعلومات والتواصل، باعتبارها مؤشرًا ذا دلالة، وبراديغمًا جديدًا يؤسس بحثيًا لفهم مجتمع ما بعد الصناعي/ المجتمع المعاصر. وقد أصبحت التكنولوجيا عند كاستلز سياسة؛ الأمر الذي جعل منطقها الأول منطق سيطرة/ هيمنة. وبناءً عليه، لا يمكن التحرر من قبضتها إلا بالتكنولوجيا نفسها. ومن هنا، تأتي أهمية هذه الدراسة التي لن نقتصر فيها على تناول إسهام هذا الباحث في موضوع "مجتمع الشبكات" ومرادفاته وبعض المفاهيم القريبة منه، كمجتمع المعرفة ومجتمع المعلومة، بل سنشرح، ونناقش أيضًا، طبيعة تطور هذا المفهوم وسياقاته كما صاغه صاحبه.