المنهجية الهرمينوطيقية هي مقاربة تحليلية وجدلية لا يمكن الاستغناء عنها في تطوير التفكير النقدي. وفي عصر ما بعد الحقيقة، أفسح التأويل التقليدي للنصوص مجالًا لحالات تأويلية أشدّ تعقيدًا، حيث المحتوى السمعي البصري هو أساس السرديات والمعارف الجديدة. كان البحث المنهجي النوعي يدّعي دائمًا الأهمية السوسيوتاريخية والزمانية في تحليل الظواهر الاجتماعية. وبقبول هذه الفرضية، فإن الهرمينوطيقا تُقَدَّم بوصفها استراتيجية بحثية ومنهجية ممكنة في تحليل تمثيل الوقائع الاجتماعية. وتهدف هذه الدراسة، على نحو خاص، إلى إبراز فاعلية التحليل الهرمينوطيقي في فحص روايتين متعارضتين للهجوم الإرهابي الذي وقع في مقر المجلة الأسبوعية الساخرة شارلي إيبدو عام 2015. ومن أجل إجراء هذا التحليل، استعملت هذه الدراسة منهجية الارتياب. أما الاستنتاج الرئيس، فهو أن الإنترنت أصبحت محفزًا لتعدد الحقيقة في عصر ما بعد الحقيقة. إن الإنترنت هي قناة التدفق التي يُستعرض فيها الفكر النقدي؛ هي باختصار مكان للمقاومة يمكن للناس فيه مساءلة الروايات، والتأويلات التي تتبناها وسائل الإعلام الرئيسة كما اعتمدتها نخبة منتدى دافوس Davos Class.