خلال إعداد موضوع هذا العدد الذي وجّه كل اهتمامه، من مدخل إبستيمولوجي، إلى فحص تفاعل العلوم الإنسانية والاجتماعية وتقييمها، في العالم العربي وخارجه، مع جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، جلب انتباهنا موضوع اخترق كل الأبحاث والأدبيات، هو موضوع الأزمة الذي خصص له إدغار موران، أحد آخر كتبه. ولإثراء النقاش، وتوفير خلفية نقدية للموضوع، ارتأينا ترجمة نص مشهور لبول ريكور كتبه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حاول فيه بصفة مبكرة نسبيًا: أولًا الإمساك بمفهوم الأزمة بتشعباته "الجهوية" كما يقول، وثانيًا التساؤل عمّا إذا كانت أزمة الحداثة قد دشنت عصر ما يسميه الأزمة "المعممة". وبشموليتها، يبدو أن الأزمة التي خلقتها الجائحة قد كشفت بالفعل عن مستويات عدة كانت مجهولة من أزمة التجربة العملية للحداثة التي سادت حتى الآن.