تكمن أهمية هذه الدراسة في البحث في إمكان إعادة قراءة التاريخ الأموي في ضوء المقاربات المنهجية الجديدة التي يطرحها المبحث التاريخي لسوسولوجيا الذاكرة، لما يقدمه من إضاءات عن الأطر المتحكمة في كتابة التاريخ. وتهدف إلى التعريف بظروف تبلور هذا المبحث الجديد، وبحصيلة المنجز الأسطوريوغرافي للذاكرة الأموية، وإلى تقديم تصوّر عن التاريخ الأموي، يقوم على استثمار الثراء المنهجي لدراسات الذاكرة المهتمة بدراسة الأدوار التي اضطلعت بها الأطر الجماعية في صياغة التاريخ وفقًا لاستراتيجيات التذكّر والنسيان. لذلك تتوزع الدراسة على مبحثين: يهتم الأول، في مستويات ثلاثة، بتقديم نبذة عن نشأة المبحث، وعرض المنجز في الأسطوريوغرافيا الأموية، وبيان أشكال النسيان التي لحقت الأمويين. أما المبحث الثاني، فجرى فيه إبراز مواطن الذاكرة الأموية، في ثلاثة مستويات، تتعلق بالرواية الموظفة، والشواهد الأركيولوجية، وذاكرة التأسيس للثقافة والهوية. وتقدم الدراسة نماذج عن أشكال النسيان والتذكّر بفعل انتقائية نشاط الذاكرة المكبّلة بأطر التحكّم المتعاقبة في الكتابة التاريخية، وتخلص إلى محدودية أعمال الطمس والنسيان لارتباط الذاكرة الأموية القوي بفعل التأسيس للفكر والثقافة والهوية في تاريخ المسلمين.