تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
المبادرات الأمنية في منطقة المغرب العربي والساحل: مجموعة دول الساحل الخمس على المحك
  • المؤلفون:
  • عبد النور بن عنتر
  • رقم الطبعة : الأولى
  • سنة النشر : 2022
  • عدد الصفحات : 295
  • الحجم : 24*17
  • 9786144455036 ISBN:
  • السعر :
    12.00 $
  • بعد الخصم :
    9.60 $
  • الكميّة:
  •  

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة ترجمان كتاب بعنوان المبادرات الأمنية في منطقة المغرب العربي والساحل: مجموعة دول الساحل الخمس على المحك للمؤلف عبد النور بن عنتر، وترجمة عومرية سلطاني. يقع الكتاب في 295 صفحة. ويشتمل على ببليوغرافية وفهرس عام.

يقترح الكتاب منظورًا تحليليًا ونقديًا للديناميات الأمنية في منطقة الساحل والمغرب العربي، حيث يركز على التضاعف الذي تشهده مبادرات الأمن الإقليمي، ولا سيما مجموعة دول الساحل الخمس. فإذا كان هذا التكاثر يحيل إلى "عودة" الاهتمام بالمنطقة في سياقٍ قوامه حيازةُ الدول الأفريقية أمنها، فإن الدوافع والطريقة التي تُدرك بها هذه العمليات تثير إشكالات عدة، تتولد عنها توترات وتغذي الخصومات التي تنشأ منها ابتداءً. لذا، يخلص الكتاب إلى أن التنسيق بينها هو قضية استراتيجية، وأن من الضروري العمل المسبق على حل المشكلات السوسيو-اقتصادية والسياسية، وعدم الاكتفاء بالتدابير اللاحقة، القائمة على عسكرة الحرب ضد الإرهاب، حيث إنه إدارةٌ للعواقب، وليس علاجًا للأسباب.

يرى المؤلف أن على الرغم من اكتمال تشكيل مجموعة دول الساحل الخمس، فإنها تواجه مثالبَ كبيرة، منها القدرات المالية والعملياتية المحدودة، والتبعية للخارج، وأسبقية المسار العسكري الأمني على مسار التنمية، وافتقارها إلى الشرعية الإقليمية  وغيرها، ما يجعل مستقبلها غير مؤكد.

السياق الأمني وتكاثر المبادرات

تمثّل أفريقيا مصلحة ثلاثية للولايات المتحدة، فهي مسرح إضافي لـ "الحرب على الإرهاب"، ومحل للحصول على الطاقة والمواد الخام، وللتنافس مع الصين للسيطرة على موارد القارة. وهي تفضل تجنّب التدخل العسكري المباشر، وتعتمد على "الأنظمة الصديقة، ويفضَّل أن تكون تلك الغنية بالموارد الطبيعية تخدمها بالوكالة". في مقابل ذلك، تزوّد بلدانَ منطقة المغرب العربي والساحل بالمساعدة الأمنية والعسكرية، ومنه مصدر التضاعف الذي تعرفه برامجها بالنتيجة (المعدات، والتدريب، والتمويل، والمناورات المشتركة - منها فلينتلوكFlintlock )، خاصة في إطار الشراكة لمكافحة الإرهاب عبر الصحراء. ومع ذلك، فشلت الولايات المتحدة في العثور على بلد يستضيف مقر أفريكوم AFRICOM على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها. ويعتقد البعض أن وجود الولايات المتحدة في المنطقة ليس عاملًا يشجع على حالة اللااستقرار فحسب، بل إن وجودها يولّد التهديد الإرهابي، ومن ثمّ، فإنها [أي الولايات المتحدة] تبالغ فيه بهدف الحفاظ على وجودها، كما تحاول إضفاء الطابع المؤسسي عليه من خلال قوات أفريكوم.

أما بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يشارك على نحوٍ كبير في مساعدة المنطقة، فلديه استراتيجيته للتنمية والأمن في منطقة الساحل. تهدف هذه الاستراتيجية الموجّهة إلى موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو إلى تعزيز قدرات قوات أمن الحدود، وإنشاء وحدات جديدة متخصصة في مراقبة الشرائط الحدودية، وبدء تعاون أوثق (أمني، قضائي ... إلخ) مع الدول المجاورة.

إذا كانت تعددية العروض الخاصة بالتعاون الإقليمي والوساطة تعكس في ذاتها تعبيرًا عن اهتمام جماعي بالتدخّل في الأزمات بهدف إيجاد حل سياسي لها، فإن دوافعها وطريقة التعامل معها هي ما يمثل إشكالية. والواقع أن ذلك يؤدي إلى تأثيرٍ يعاكس الهدف (الرسمي) المتوقّع منها. إنّ التعددية في عروض الوساطة، التي يتولّد منها بحكم الواقع استنساخ للجهود الإقليمية، هي نتاج منافسات متعددة، أو على الأقل مقاربات متباينة، بل متعارضة. وتتجلى، أحيانًا، في عرض الوساطة و/أو التعاون نفسه مقاربات متضاربة على الرغم من المبادئ العامة التي يزعم أنّ جميع الشركاء يتقاسمونها؛ ذلك كما لو أن الفواعل المعنية تسعى بالأحرى إلى الظهور على المستوى الإقليمي، بدلًا من العمل الجماعي من أجل حل جدّي للأزمات، أو التآلف بعضها مع بعض في هذه العمليات التي تكون فرص نجاحها محدودة. ويمكن منذ البدء إيجاز تناقضات العمليات الإقليمية وقيودها هذه في العناصر التالية: تباين التوجهات الاستراتيجية المتعلقة بالأمن الإقليمي، وقضية أفرقة الأمن وتولّي زمامه، واستراتيجيات التوجه نحو الخارج، وتولّي زمام الأمن أداةً للنفوذ، والتنافس والتحييد المتبادل، والازدواجية في العمل، وتجذّر ثنائية الأطراف، وهيمنة موضوع الإرهاب، وأشكال التعارض والتناقض حيال مسألة التدخل الأجنبي.

عيوب تكاثر المبادرات الإقليمية

تكاثر المبادرات الإقليمية تعبيرٌ أيضًا عن نرجسية سياسية لدى الأنظمة القائمة ومنافَساتها الإقليمية على قاعدة أن لكلٍّ مبادرته الخاصة. وتفتح هذه المنافسات المحلية المجال للتنافس الخارجي بالنظر إلى أنّ الدول الشريكة تتنافس باستخدام مبادرات إقليمية متداخلة، سواء أكانت هي من وضعتها أم صدرت عن المنطقة.

إن عضوية دول الساحل والمغرب العربي في جميع العمليات الإقليمية، مهما كانت رمزية، هي وسيلة تستخدمها لتحييد بعضها بعضًا. فلكل دولة مبادرتها الخاصة، وهي تحاول، متى شاءت، تقويض مبادرة الجار المنافس على الرغم من عضويتها فيها حتى تؤكد في الوقت نفسه مبادرتها الخاصة. إن الانخراط بالقول فقط، أي عدم تطبيق التدابير التي يجري البتّ فيها بصورة مشتركة، بل إجهاضها عبر اتخاذ مواقف متناقضة، وسيلة تتبعها كل دولة لتأكيد صحة مقاربتها وعمليتها على حساب مقاربات الآخرين. وفي النهاية، تغذي العمليات الإقليمية التوترات وتولدها ويحيِّد بعضها بعضًا، لتصير من ثمّ مشكلة لا حلًا.

التحييد المتبادل مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة لأنه يقوض الإجراءات التي تتخذها هذه المبادرات. فالدول الأطراف في مختلف العمليات تختار مواقف والتزامات متضاربة. يمكننا أن نضرب هنا مثلًا لسلوك الدول التي هي أعضاء في مبادرة دول الميدان/ لجنة الأركان العملياتية المشتركة ومجموعة دول الساحل الخمس (بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، وموريتانيا). ففي حين تقول هذه الدول بمعارضتها التدخل الأجنبي في المبادرة الأولى، نراها تؤيده في الثانية.

والواقع أنّ مجموعة دول الساحل الخمس دعت، نهاية عام 2014، إلى تدخّل دولي في ليبيا. تشهد هذه المواقف المتناقضة على المنافسات والتباينات الكامنة وراء إطلاق العمليات الإقليمية، ودينامياتها، وكذلك منطق التحييد المتبادل الذي تميل إليه الدول الشريكة. في نهاية المطاف، توضح أنماط الخيارات الاستراتيجية في موضوع تولّي زمام الأمن، مثلما نوقشت آنفًا، القيود والتناقضات المتأصلة في هذه العمليات الإقليمية. وإن الفجوة بين المبادئ والممارسات لَكبيرة، إذ تتعهد الدول الشريكة بالتزامات تتعارض مع مبادئها المعلنة ومع تلك التي تتأسس عليها العمليات الإقليمية التي تستمر في إعلان تمسّكها بها. وهذا بالطبع ما يجعل صدقيتها وأفعالها على المحك.

كلمات مفتاحية: الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، الأمن القومي، المجموعة الاقتصادية، التدخل الأجنبي، الإرهاب، الجماعات المسلحة.

* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات
المقالات
  • نُشر العديد من الأدبيات، خاصة بالفرنسية، حول الحراك الشعبي في الجزائر. ولمواصلة النقاش وتجديده وتعميقه حول هذا الحدث التاريخي بمناسبة ذكراه الثالثة، تكرس له سياسات عربية عددًا خاصًا تبحث فيه في بعض الإشكاليات المركزية التي أثارها/ يثيرها. يستند هذا العدد إلى فكرة أساسية فحواها أن هذا الأخير كان مسرحًا لصراع سرديات وسرديات مضادة، والتي ترمي المقالات التي تضمّنها إلى تحليلها وتفكيكها لتفسير وفهم المعاني والتأويلات البينذاتية التي تقوم عليها والرهانات السياسية الكامنة وراءها، من خلال مقاربات مختلفة لكنها متكاملة. يتضمن هذا العدد الخاص خمس دراسات. تبحث الأولى في تحولات ومعض ات سياسة الجزائر الأمنية في سياق إقليمي مضطرب وحراك داخلي، وتحلل الثانية توظيف التاريخ والهوية في خضم الحراك، وتعالج الثالثة موضوع الاقتصاد السياسي للانتقال الديمقراطي، وتناقش الرابعة دور العامل الخارجي، أما الخامسة والأخيرة، وهي دراسة مترجمة، فتبحث في الحراك الجزائري في المهجر وتحديدًا بفرنسا.

  • تتناول هذه الدراسة سياسة الجزائر الأمنية عمومًا وعقيدتها الأمنية خصوصًا، محلّلةً تحولاتها ومعضلاتها في بيئة إقليمية مضطربة وفي سياق حراك شعبي داخليًا. وتحاجّ بأن ثمة تعديلات طفيفة طرأت عليهما تكيفًا مع مقتضيات أمنية إقليمية، مستبعدة أي تغير جوهري في الراهن. كما تحاجّ بأن التوتر بين المستلزم الأخلاقي/ المعياري والمستلزم الأمني من جهة، ومبدأ عدم التدخل المزدوج (السياسي والعسكري) من جهة أخرى يمث ان معضلتَين أساسيتَين تواجههما سياسة الجزائر الأمنيةوعقيدتها. وعلى أساس هذين العنصرين تبحث الدراسة، بعد تأصيل مفهومَين للموضوع، في سياسة الجزائر وعقيدتها وتحولاتها. ثم تتوقف عند قرار دسترة مشاركة القوات الجزائرية في عمليات حفظ السلام الدولية محللة سياقَيه (المحلي والخارجي) ودوافعه ومسوَّغاته، والمحاذير المترتبة عليه. وتحلل استراتيجية الجزائر الأمنية إقليميًا، والتي تطرحها بديلًا للتدخل. وتوصلت الدراسة إلى ثلاثة استنتاجات أساسية. أولاً، ثمة تكيف محدود مع مسألة التدخل الخارجي وفقًا لمقتضيات المصلحة الأمنية. ثانيًا، نهاية الرفض المطلق لنشر القوات خارج الحدود. ثالثًا، ترجيح احتدام التوتر بين الاعتبارات الأخلاقية/ المعيارية والأمنية في حال استمرار الاضطرابات في تخومها الجغرافيّة.

  • ​يتعرض مفهوما القوة العظمى والقطبية الأحادية للمساءلة مع تطور تيارات وازنة عديدة، مثل عدم قابلية القوة للتحويل وانتثار القوة وتعقد التفاع ات عبر الوطنية والاعتماد المتبادل. تحاجّ هذه الدراسة بأن هذه التحولات المرتبطة بصعود الصين وتحقيقها مرتبة "القوة العظمى الناشئة المحتملة" وتضييق الفجوة في موارد القوة العالمية، تجعل الولايات المتحدة، التي لا تزال تحظى بقدرة لا مثيل لها، ربما آخر قوة عظمى بالمعنى الموروث من حقبة الحرب الباردة. وتخلص إلى أن القطبية الأحادية لا تزال منيعة من التحدي لأن ديناميات التفاعل بين الدول، التي ينخرط فيها فاعلون من المفترض أن يعملوا من أجل بناء عالم متعدد الأقطاب، تساهم في إعادة إنتاج القطبية الأحادية.

كتب متعلقة