نحاول في هذه الدراسة تسليط الضوء على واحدٍ من أهم التيارات الفكرية في حقل اللّاهوت المسيحي خلال القرن التاسع عشر، ثمّ القرن العشرين؛ ويتعلق الأمر ههنا بـاللّاهوت الليبرالي؛ إذ سنُبرز إسهامه في تشكيل بروتستانتية القرن العشرين، وتأثيره في مُجمل الفِكر الديني المسيحي المعاصر. نقف أولًا على دلالة هذا المفهوم وعناصر نشأته اللّاهوتية والفلسفية، ثم نسعى ثانيًا، بدايةً من لحظة اللّاهوتي الألماني فريدريك شلايرماخر، إلى تَقَصِّي أهم مراحل تطوره واستكشاف المقاربات والأطروحات والإِشْكَالَات التي رافقت هذا التطور، في منحى يُمكِّنُنا من إبراز قيمة هذا التّوجه اللّاهوتي، من حيث كونه محاولة إصلاحية تزوَّدت بمناهج النقد العلمي والتاريخي؛ لدراسة المسيحية وحياة المسيح، واشتغلت على تحيين صورة اللّاهوت وتجديد مهماته خارج هويته التقليدية التي كرستها مُصنَّفات العقيدة المسيحية.