تتناول الدراسة جزءًا من مكاتبات حمدي كنعان – أكرم زعيتر خلال الشهور التالية لحرب حزيران/ يونيو 1967 . وتُبرز هذه المكاتبات أن الحرب دشنت تواصلًًا خُطَّ في ظروف مختلفة. وكشف هذا التواصل تعاظم قيمة استبدال العلاقات الشخصية بالعلاقات الرسمية، وتحوّل هذه العلاقة في أثناء الحرب إلى أداة تواصل رسمي مع الملك حسين لتجاوز جزء أساسي من القضايا المستجدة في مدينة نابلس. وأثمرت هذه الاتصالات حلولًًا سريعة في كثير من الأحيان، لكنها كانت لاحقًا سببًا في تولد الصراعات. تستكمل المكاتبات ما حُجِب في مصادر أخرى؛ إذ تحولت إلى ما يشبه اليوميات، فقد وثقت الكثير من المواقف والأفكار السياسية الجنينية، وبعض ظروف الأرض المحتلة الاقتصادية والاجتماعية، والتغييرات الحاصلة مع الزمن. كما كشفت بعض ما تستّر عليه كنعان في مذكراته، كطرُقه الخفية لتعزيز صمود أهالي نابلس خصوصًا، وعموم أهالي المنطقة. وحفظت لغة هذه المكاتبات الأوضاع التي عاشها كنعان وزعيتر، والعوامل المركبة التي أسهمت في تشكيل حالتهما النفسية، وأثر الدعم المؤسس في العلاقات الشخصية في الصمود والبقاء.