تبحث هذه الدراسة في الكيفية التي تؤثّر بها توجّهات الثقافة السياسية في العلاقة بين التصدّعات الاجتماعية والتحوّل الديمقراطي في الجزائر. ويعتمد البحث على معالجة المعطيات الإحصائية لمؤشّرات مسح القيم في العالم WVS، وعلى تقارير مؤشّرات الديمقراطية العالمية؛ ويجادل بأنّ بنية التصدّعات الاجتماعية القائمة في الجزائر ضعيفة في جانبها التراكمي وهي ذات طابع متقاطع، ولا تعكس التوجّهات نحو تأييد الديمقراطية، أي القبول بالتمايز الثقافي والاجتماعي بين المجموعات، بحيث يكون هناك ميل وتقارب نسبي في تأييد الديمقراطية بوصفها نظامًا مناسبًا للتعايش ولإدارة الشأن السياسي أكثر من رفضها. ذلك لأنّ الاصطفاف الحزبي في الجزائر حول ثلاث عائلات سياسية رئيسة: الوطنيّن، الإسلاميّين، الديمقراطيّين، يميل إلى تعزيز تصدّع تراكمي حول الهوية الدينية واللغوية وله أثره الملموس في التأثير الظرفيّ في تراجع بعض مؤشّرات الطلب على الديمقراطية.