تناقش هذه الدراسة مؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصري، باعتباره نموذجًا للحضور الأزهري في المجال العام في مرحلة ما بعد 30 حزيران/ يونيو 2013. وتتساءل عن الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لنشاط المؤسسة، وآثار هذه الأنشطة في علاقات الدولة والمجتمع وفي موقع مؤسسة الأزهر من هذه العلاقات. وتعتمد الدراسة في تحليلها على مفهوم "المجال المشترك"، وهو نموذج نظري يفترض أن الوضع المثالي للأزهر وممارساته في المجال العام هو أن يُسهم في تعزيز العلاقات التعاونية بين المجتمع والدولة بما يعكس مصالح الطرفين، لا أن تعكس الهيمنة والسيطرة لأحدهما على الآخر وتدعمها بما يعزز العلاقات الصراعية بين الدولة والمجتمع. وتخلص الدراسة إلى أن سياسات بيت الزكاة تدعم الدولة جزئيًا في تمرير سياساتها الاقتصادية التقشفية وتُعوض قلة الإنفاق العام على القطاعات الخدمية، وذلك باستخدام أموال المتبرعين. يُسهم البيت في تعزيز قوة الأزهر في علاقاته بكل من الدولة والمجتمع. وتستفيد فئات فقيرة من المساعدات والإعانات التي يقدمها البيت. لكن يظل المجتمع أقل الأطراف استفادة من نشاط المؤسسة مقارنة بكل من الدولة والأزهر.