في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين أصبح تشابك الأمراض المرتبطة بالحداثة المتأخرة يتمظهر في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. أبيّن في هذه الدراسة أن معظم ردود فعل العلوم و/ أو علم الاجتماع على هذه الأمراض يمكن وسمها بأنها ليبرالية كلاسيكية، ولكنها غير ليبرالية سياسيًا. وأعرّف هذه التركيبة الغريبة بالليبرالية الرمزية. ويجدر التوضيح أن هذه الإشكالية لا تخص علم الاجتماع فحسب، بل تتجلى في جل قطاعات الحياة العامة أيضًا، بما في ذلك وسائل الإعلام والسياسة والقانون والتعليم، وهي ليست حكرًا على الشمال الكوني، بل تخص كذلك الجنوب الكوني؛ إذ إنها نتيجة التقارب الكوني. ولمعالجة هذه المشكلات الكامنة في الليبرالية الرمزية وبديلًا منها، اقترح علم الاجتماع الحواري شكلًا من أشكال التوازن بين المشروع الليبرالي السياسي الجماعي والفردي للتصدي للتفاوت الاجتماعي تكريسًا لمبدأ العدالة، مع مراعاة تعددية التصورات لمفهوم الخير.