تقرأ هذه الدراسة تحوُّلات الخارطة الفلسطينية في المخيالين الثقافي والسياسي منذ بدايات انهيار
المشروع الوطني الفلسطيني سنة 1974 وحتى قبول فلسطين دولة، غير عضو، مراقبةً، في الأمم
المتحدة سنة 2012 ، وتحلّل، تنافذيًا، مظاهر تشظِّي الخارطة الفلسطينية، وتشوُّه مسمَّياتها في
التعبيرات السياسية والفنية لدى الفلسطينيين على مستويات: الفكرة، والتقنية، والجمالية. وفيما
يحيل النظر في تحوُّلات الخارطة في الخطاب السياسي إلى وطأة «الواقعية السياسية » في تصورات
حل «المسألة الفلسطينية » بدولة على خط هدنة سنة 1967 ، يفيد تأمل تحوُّلات الخارطة في
الخطاب الفني بإمكانية تجاوز تلك «الواقعية السياسية » نحو «الواقعية الجمالية » التي تطرح
تصورًا ثقافيًا لحلّ «القضية الفلسطينية » المتمركزة حول نكبة 1948 كنظام حدثي تأسيسي محيل
إلى ذاته: هويةً، وذاكرةً، وخارطة.