تنتشر الانعكاسية بوساطة العمل الميداني والكتابة، وقد تغيرت أهميتها، بوصفها أداة إبستيمولوجية، عبر الزمان والمكان. إن تقفّي أثر غياب الانعكاسية، ومن ثم ازدياد شعبيتها في ما بعد، وتحوُلها إلى مسألة روتينية في الأوساط الأكاديمية، يجعلنا في مواجهة الانحياز شبه الكامل اليوم إلى فهم ضيق وسائد للتموضعية. إننا نطالب بالعودة إلى الانعكاسية بوصفها مفهومًا أوسع نطاقًا وأكثر علائقيةً، ونقترح برنامجًا منهجيًا لتحقيق ميزة الانعكاسية النقدية والأخلاقية والسياسية والحفاظ عليها. ومن هنا، نهدف إلى مناقشة قيمة الانعكاسية باعتبارها مسعًى إثنوغرافيًا تفاعليًا وتعاونيًا كفيلًا بإنتاج مزيد من المعرفة العلائقية والتشاركية حول المواقع الميدانية الضاغطة على نحو متزايد في المنطقة العربية وخارجها.