تسلّّط الدراسة الضوء على أحد مقاصد استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 ، المتمثل بالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الطويلة المدى المنصوص عليها في "رؤية قطر الوطنية 2030 "، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي وثّّقته قطر بتعهدات طموحة بجعل البطولة "الأكثر استدامة في تاريخ اللعبة". تركّّز الدراسة تحديدًًا على مساهمة منظمات القطاع الإنساني والتنموي في قطر من زاوية استخدام الرياضة أداةًً لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، وذلك بمحاولة استكشاف واقع تلك الجهود وتقييمها وآفاق تعزيزها. تتبع الدراسة المنهج الكيفي، مستندة إلى مراجعة الأدبيات، والتقارير المتخصصة، وبيانات أولية جرى جمعها من مقابلاتٍٍ شبه منظمةٍٍ ومراسلات رسمية مع الجهات الفاعلة الرئيسة. توصلت الدراسة إلى نتائج تمحورت حول ماهية النهج المختلفة المتبعة من جانب المنظمات الفاعلة القََطََرية في استثمار الرياضة لتعزيز التنمية المستدامة، والمستويات المتفاوتة لإشراك المجتمعات المحلّّية في تدخلاتها تلك، إلى جانب تركيزها على التنمية الفردية بصفتها مدخلًا للتنمية الهيكلية للمجتمع. وقد سلطت الضوء أيضًًا على بعض ما يواجهها من تحديات ومسائل متعلقة بالتمويل والتقويم والاستدامة، فضلًا عن التطرق إلى آفاق تطوير نهجها وممارساتها، لتخلص إلى مجموعة من التوصيات لتعزيز تلك الجهود.