تتناول هذه الورقة نشأة الفكر الدستوري في المغرب منذ إرهاصاته الأولى في مطلع القرن
العشرين، مع دخول النخب المشرقية وتأسيسها بعض المنابر الصحافية وتحريرها المذكّرات
ومشاريع القوانين الدستورية ضمن سياق تاريخي تميز بشدة التنافس الإمبريالي، ومحاولة كل
من فرنسا وإسبانيا الانفراد بإدخال «الإصلاحات » التي تريانها «ضرورية » لتثبيت مواقع النفوذ
الاستعماري. وتتوخى الورقة قراءة هذه المشاريع الدستورية وضروب تأثّرها بالتجارب العالمية
–ومن بينها تجربة التحديث اليابانية- بتفكيك نصوصها وتأويل معانيها، ومحاولة تنظيمها
واستنتاج الثوابت التي حكمت منطقها الداخلي وسيرورتها التاريخية؛ وذلك بعد التقديم لها
بإطلالة على نشأة الصحافة وتطورها في المغرب عند بداية القرن العشرين، باعتبارها وسيلة
رئيسة عرفت بهذه المشاريع وأرخت للحظة مهمة في تاريخ الوعي الدستوري.