يناقش الدكتور كمال عبد اللطيف في كتاب "المعرفي، الأيديولوجي، الشبكي: تقاطعات ورهانات" (158 صفحة) علاقة المعرفي والأيديولوجي بالشبكي في سياق طغيان التقدّم التكنولوجي في هذا العصر. فقد تغيّر تعريف المعرفة والمجتمع المعرفي اليوم ليصير محصلة مزج التكنولوجيا العالية والخبرة الإنسانية المتطورة، وليصير المجتمع الشبكي قاعدة مجتمع المعرفة، فتولّدت مفاهيم ومصطلحات مثل المجتمع الرقمي والفجوة الرقمية والعوالم الافتراضية، ممّا أفضى إلى تركيب جملةٍ من التصورات والمفاهيم الأيديولوجية التي تخفي الصراعات وتمهّد لتعميم نمطٍ معيّن في مظاهر الحياة المختلفة.
تجد الدول العربية نفسها مع مواطنيها في مواجهة عملية التحديث هذه، كما يضع المجتمع الشبكي اللغة العربية في موقع المحنّط أمام التطورات الحاصلة في العالم، فهناك ارتباك في مقاربة الحالة الجديدة، وقصور عن مواكبتها.
إنّ سرعة التحوّلات التي يعرفها المجتمع الإنساني منذ نهاية القرن العشرين أدّت إلى ضرورة إعادة تنظيم المجتمع والاقتصاد، وقد يكون بعض ما ورد في هذا الكتاب لا أثر له بعدُ في عالمنا العربي بحكم فجوات المعرفة القائمة، ولكنه يفتح الأفق استعدادًا لمواجهته.