تستقبل بيروت والمدائن العربية العدد الأول من مجلة "تبيُّن" التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". ولعل من اللافت أن يتمكن مركز عربي للبحوث والدراسات من إطلاق مجلتين فصليتين قبل أن يكمل السنتين من عمره (المجلة الثانية هي "عمران" التي تصدر قريباً)، ويستعد لإطلاق مجلة شهرية ثالثة بعنوان "سياسات". وفي الوقت الذي ينحسر فيه حضور المجلات الدورية في الحياة الفكرية والثقافية في العالم العربي، ها هو "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" يخوض مغامرة فكرية جديدة، ويُقدِم على إصدار مجلة "تبيُّن" التي تعنى بالفلسفة وبالدراسات الثقافية. وتتطلع هذه "المغامرة" إلى التصدي لندرة البحوث ذات المستوى الرفيع، وإلى المساهمة في إطلاق سجالات ومناقشات تهدف إلى تحريض الكُتّاب العرب على البحث العلمي والنقد الجاد، وتحريك ما أمكن من السكون الثقافي، خصوصاً أن المجتمعات العربية بدأت رحلة جديدة نحو المستقبل، ونزعت عنها أردية الامتثال والركود، وشرعت في هزّ الثوابت الصنمية القديمة. ومجلة "تبيُّن" إنما تصدر اليوم في سياق هذه التحولات الكبرى كي تواكب حوادثها ومصائرها معاً، وتشارك في تقصي دوافعها ونتائجها على جميع المستويات الفكرية والثقافية والفلسفية. خصّصت مجلة "تبيُّن" التي يرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة عددها الأول لمحور ثقافي مهم هو "اللغة والهوية" الذي احتوى الدراسات والمقالات والمراجعات التالية:
التقديم (عزمي بشارة)
الهوية والاغتراب في الوعي العربي (حسن حنفي)
هوية الفُصحى: بحث في التصنيف والخصائص (رمزي بعلبكي)
لغة الهوية والتعلم (عبد القادر الفاسي الفهري)
المعجم العربي وهوية الأمة (حسن حمزة)
الهوية واللغة بين أزمة الفكر ومأزق السياسة (عبد السلام المسدي)
الترجمة ودورها في تعزيز الثقافة وبناء الهوية (بسام بركة)
إشكالية الهوية وثنائية اللغة (فايز الصياغ)
المادية في الانثروبولوجيا وفي الدراسات الثقافية (ليونارد جاكسون)
دولة ما بعد الاستعمار والتحولات الاجتماعية في ليبيا (علي أحميدة)
الحداثة: مشروع لم يكتمل (يورغن هابرماس)
وفي باب "مناقشات ومراجعات" كتب كل من: وجيه كوثراني (مارك بلوخ: من فكرة المجتمعات الحزينة إلى التأريخ لأزمة التحول وأزمنتها)؛ كمال عبد اللطيف (لماذا ترجم عبد الله العروي نص "دين الفطرة" لروسو؟)؛ أحمد بعلبكي (قراءة في كتاب "فكرة العدالة" لأمارتيا صن)؛ هيثم مزاحم (قراءة في كتاب "فلسفة حضارات العالم: نظريات الحقيقة وتأويلها")؛ جاد الكريم الجباعي (قراءة في كتاب "في المسألة العربية" لعزمي بشارة). وزُيّن العدد بلوحات للفنانين السوريين علي الأرناؤوط وميشيل كرشة وسارة شمة وكلستان حمو