في خضم الأخذ والردّ على ما سُمّى إعلاميًا "الأزمة الخليجية"، بين دولة قطر والدول الأربع؛ السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، يمكن مقاربة هذه المسألة من عدة طرق تحاول الورقة تسليط الضوء عليها. ويستلزم اختلاط الأوراق في هذا المشهد المعقد، التفكيكَ وإعادة التركيب؛ لأن ثمة "تشابكًا" من جهة، و"اشتباكًا" من جهة أخرى، وثمة "إجهاض" لربيع عربيٍّ مأمولٍ، وثمة دكتاتوريةٌ ضاربةٌ جذورها في العنف، وهناك قوى سياسية متعلقة بالأوهام، وأطروحاتها مفارقة للعصر. لا يمكن وصف الخلافات بين قطر والدول الأربع بالحديثة. ولكن ساد اعتقاد لدى البعض أنّ كلّ ذلك التاريخ أصبح وراء الجميع، وتمّ تجاوزه بسبب المستجدات التي أحدثها قيام الدولة الحديثة، وهو توصيف غير دقيق بدليل تجدد الأزمة بحدة أشد.