تسلط الورقة الضوء على محددات الموقف الإيراني من الأزمة الخليجية الرامي إلى منع أيّ تغيير في الجغرافيا السياسية في المنطقة، كما تقف على مكاسب طهران من استمرار الأزمة نتيجة خسارة الرياض بعض حلفائها التقليديين في منطقة الخليج وخارجها من جهة، وعلى خسائرها المتوقعة أيضًا - لو طال أمد الأزمة أو اتجهت القوى المؤثرة فيها إلى سيناريوهات تصعيدية من شأنها زيادة التدخل الأميركي - من جهة أخرى. وعلى الرغم من خصومتها التقليدية للسعودية، تميل دوائر سياسية عدة في طهران إلى اتخاذ موقف حذر من الأزمة، خشية تبعات دولية وإقليمية لهذا الموقف؛ إذ لا تبدو إيران الرسمية في وضع سياسي جيد، فهي لم تجن مكاسب تذكر من الاتفاق النووي كما كانت تمنّي نفسها. لذلك، ربما لا ترغب في الانخراط في أزمة سياسية جديدة، في ظل وجود إدارة أميركية تناصبها العداء وتفرض عليها المزيد من العقوبات.