يحاول هذا البحث أن يؤكد حقيقة سياسية وثقافية، شهدتها الجزائر إبّان الحكم الفرنسي، بدايةً من ثلاثينيات القرن العشرين، بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931. ساد الخطاب الإصلاحي واستندت إليه التشكيلات السياسية والتنظيمات المدنية كافة على اختلافها وتنوعها، كما تعاملت السلطة الاستعمارية مع جمعية العلماء المسلمين الجزائرين على أنها حزب، له قوة عمومية ونفوذ في الأوساط الاجتماعية الأهلية المسلمة التي رشحته لأن يكون أرضية ومرجعية فكرية للنخبة السياسية والثقافية الجزائرية. تواصلت النخب والتشكيلات الجزائرية مع الحركة الإصلاحية لاستكمال جوانبها الناقصة خاصة منها فهم الدين وتداول اللغة العربية من أجل الإفصاح عن الهوية وتشكُّلها في سياق وضع استعماري خطير.