تتقدم معظم دول العالم ببطءٍ في طريق تبنّي إستراتيجية مستقبلية وطنية للانتقال الطاقي، فقد تقدمت بعض الدول في هذا الاتجاه بنجاح يغري بالمحاكاة. ففي 21 أيار/ مايو 2017، صوّت مواطنو دولة سويسرا الكونفدرالية ضمن استفتاء شعبي، عبر الاستبيانات العامة والانتخابات، ب "نعم" بنسبة 58 في المئة على مشروع "الإستراتيجية الوطنية الطاقية إلى أفق عام 2050 ". تمثل هذه التجربة الرائدة ل "الانتقال الطاقي" نموذجًا جديرًا بالدراسة والاحتذاء عربيًا وعالميًا، مع مراعاة الفوارق في الإمكانات والسياقات. ومن ثم، تتناول هذه الورقة عملية وضع إستراتيجيات الانتقال الطاقي، بوصفها مسألة مركبة ومعقدة للغاية، لا تجري من دون مقاومات للتغيير عبر عقودٍ من الاعتماد الكلي على المصادر الأحفورية.