نسعى في هذه الدراسة التحليلية لتتبع الأفكار التي حاولت أن تعالج سؤال دور الشريعة ودراستها في ظلّ منجزات العلوم الطبية والحيوية الحديثة، خاصة في عصر الجينوم. ليس الهدف من الدراسة إصدار أحكام فقهية تتعلق بقضايا معينة، وإنما بالأساس استجلاء تصورات الفقهاء المعاصرين ومواقفهم حول أسئلة تتعلّق بدور الشريعة في زمن الحداثة ممثلًا بمنجزات الطب الحديث التي حوّلت كثيرًا من "المستحيلات" القديمة إلى "عاديات" في حياة البشر اليوم. فكيف حاول الفقهاء المعاصرون المحافظة على دور للشريعة الإسلامية في هذا المجال الجديد؟ وما طبيعة هذا الدور وما حدوده؟ نحاول استقصاء الجوانب المختلفة لهذا الدور المفترض للشريعة، وفق تصور الفقهاء المعاصرين، والتطورات التاريخية التي طرأت على هذا التصور مع بزوغ عصر الجينوم. وفي الجزء الأخير من الدراسة، نطرح بعض الأفكار النقدية والمقترحات ذات الصلة بموضوع البحث.