قطعت المقاربات الحديثة مع كل تصور معياري لظاهرة الفقر، وراهنت على فهمها وتفسيرها من خلال مناهج موضوعية، ليس من أجل معرفة الظاهرة وفهمها فحسب، بل من أجل تقديم الحلول الملائمة لها، باعتبارها مشكلة متعددة الأبعاد. في هذه الدراسة حاولنا التركيز على تصورات مختلفة للفقر: التصور الفلسفي، والتصور الديني، والتصور الاقتصادي، والتصور الحقوقي، والتصور السياسي. ولئن كان في الإمكان التمييز بين أبعاد الفقر المختلفة على المستوى المنهجي، فعلى مستوى الواقع تتداخل تلك الأبعاد وتتعاضد بحسب السياقات الاجتماعية والتاريخية المختلفة. ووجدنا من خلال البحث أن تطور العولمة الرأسمالية أدى إلى نتيجتين خطرتين: هيمنة رأس المال على العمل وتحررها إلى حدٍ ما منه، وتحوّل الدولة الديمقراطية إلى جهاز معقد لخدمة رأس المال العالمي.