نشأت في تونس بعد ثورة 2010-2011، ظاهرة تضامنية غير مسبوقة في الشكل ومرتبطة بالسياسة، على غرار إغاثة اللاجئين ونصب موائد إفطار رمضانية مستقلة عن المؤسسات الرسمية. تبحث هذه الدراسة ضمن منهج إثنوسوسيولوجي، في حالة مائدة إفطار خاصة بشهر رمضان انتصبت في حي شعبي بالعاصمة التونسية (الكبارية)، وظلت متواصلة سنواتٍ عديدة معوّلة على جهود طوعية للجيران ومختلف شبكات القرابة؛ وهي تحشد الموارد والرساميل المختلفة بعيدًا عن بيروقراطية الدولة. تركز الدراسة على الكيفية التي تحرّر بها "فعل الخير" من احتكار الدولة من دون أن يتحرر من إغراءات التوظيف والاستثمار السياسي أو الأيديولوجي.