أسهمت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بوصفها حدثًا ذاكريًا، في تشكّل تمثلات فردية وجمعية، إلى جانب استدعاء ذكريات عن تجارب وبائية سابقة. تتناول هذه الدراسة الأوجه الثلاثة للعلاقة بين الوباء والذاكرة: يهتم الوجه الأول بالحدث الكوروني الذي استطاع استدعاء "ذاكرة قَبْلية" تختزن تجارب جمعية لبعض المجتمعات، تشبه الوضع الذي أفرزه تفشّي كورونا. والوجه الثاني تشكّله الذاكرة المعيشة بوصفها ذاكرة عالمية عن الجائحة، وهي ذاكرة لا تزال في طور التشكّل جمعيًا. وقد ينتقل جزء منها مع مرور الزمن إلى ذاكرة مستقبلية، وهي "الذاكرة البَعْدية"، التي ستستدعي الحدث الكوروني وتبعاته بوصفه ماضيًا منتهيًا ما لم يتهدد محتوياتِها نسيانٌ مستقبلي، وهذا هو الوجه الثالث.