انطلاقًا من تفكير عميق في النسوية السوداء، تعالج هذه الدراسة تقاطع الهيمنة المبنية على النوع والعنصرية، باعتبار أن هذا التقاطع يمثل أهم التحديات النظرية والسياسية المطروحة في النسوية الأنغلوسكسونية: كيف تساهم تجربة العزل العرقي في تشكيل تجربة التمييز القائم على الجنس، وكيف تعرقل الوحدة السياسية للنسوية؟ وإذا عرف الموضوع الأيديولوجي "المرأة" انهيارًا داخليًا تحت ضغط انتقاد النظام الأبوي، فماذا عن "نحن النساء" باعتباره الموضوع السياسي للنسوية؟ تتمثل أطروحتنا في إبراز أن خطابات الهيمنة تمنح المجموعات المضطهدة أطرًا لاتاريخية تقوم بتشييء هذه المجموعات باستمرار، ويذهب ذلك حدّ تشييء ثوابتها الإيجابية. في مثل هذه الوضعيات، تحمل إرادة تحرير النسوية أو "النساء" من التصور الماهوي خطرَ إعادة طبعنته في شكل لامتناهٍ من الفئات الفرعية (النساء السوداوات، والنساء المحجبات، والنساء المهاجرات ... إلخ) التي تتحول إلى شروط مسبقة للنضالات. إنّ قدرتنا على الفعل والتفكير بوصفنا ذواتًا سياسية تتطور، مرهونةٌ بقدرتنا على كشف تاريخانية تداخل فئات "الجنس" و"العرق"، وبإتقاننا تقنيات الاستثارة، إلى حدّ ابتكار لغة سياسية جديدة.