تتناول هذه الدراسة تجارة العبيد السود المجلوبين من السودان الغربي إلى المغرب في القرن التاسع عشر من خلال بعض الإحصائيات الواردة في مصادر ودراسات سابقة. ونعرض مشكل المقاربة الكمية لظاهرة تجارة العبيد وما تطرحه من أسئلة منهجية. ونتوقف أيضًا عند طرائق البيع في أسواق العبيد بالمدن المغربية وتنظيمها الداخلي وآليات اشتغالها بوصفها مؤسسة تعكس واقع العبيد ومكانتهم، وتَمَثُّل فئة من المغاربة لهم. ونركز على تجارة العبيد وليس العبودية، فتجارة العبيد ليست هي العبودية؛ إذ شهدت جل المجتمعات العبودية، ولكن لم تمارس كلها تجارة العبيد التي تم حظرها، بينما بقيت العبودية سائدة بعدها. لذلك، لن يفوتنا أن نعرج على المواقف المناهضة لتجارة العبيد في المغرب، ومنها ما عبّر عنه علماء مغاربة، من دون أن يعني ذلك نهاية تجارة العبيد، التي اختفت تدريجيًا على إثر التحولات التي عرفها المجتمع المغربي في النصف الأول من القرن العشرين.