تهدف هذه الدراسة إلى التعرف إلى منطق الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، للإجابة عن سؤال مركزي: ما المنطق الجامع الذي يقوم عليه الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، أهو "بنية" أم "عملية" مستمرة ومسار يخضع للمتغيرات؟ تجيب الدراسة عن هذا السؤال من خلال الرجوع إلى الأدبيات المتعلقة بالموضوع، والاشتباك النظري مع مجموعة من أبرز المنظرين في مجاله، خاصة في ما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لمناطق 1967. ومن توظيف مفهوم ميشيل فوكو للسلطة وأنواعها، تجادل الدراسة بأن الاستعمار الاستيطاني في فلسطين عبارة عن مسار عملي يخضع للمتغيرات على الأرض التي منها فاعلية المحكومين واللاعبين الدوليين والإقليميين الرئيسين، والسياقات التي تجري فيها العملية برمتها، علاوة على أن هذا المسار قائم على التجربة والخطأ، وأن المنطق الجامع له هو السعي للضبط والتحكم والسيطرة الذي يدار بمجموعة من السياسات من أهمها المحو والاستغلال الاقتصادي وإدارة السكان.