تستكشف هذه الدراسة راهنية النظرية السياسية، رغم الشواهد التي تشير إلى انحسارها. وتفترض أن عدم القدرة على حسم الأسئلة التي تثيرها هذه النظرية من أهم السمات المميزة للتساؤل الفلسفي. فهذه الأسئلة تتصل بأحكام القيمة، كما أن مفردات السلطة والسيادة والحرية والحق والعدل تنطوي على أبعاد معيارية مهمة في حياتنا المعاصرة. أمّا المحاولة الرامية إلى تحويل النظرية السياسية إلى علمٍ تطبيقي فتنطوي على الاحتفاء بنموذج مهيمن قائم على الحقائق الصلبة وعلى صور مجازية اختزالية ربما تشوه الواقع. وتخلص الدراسة إلى أنه لا غنى عن مَلَكة التخييل حتى نفهم التصورات المتنوعة لطبيعة الإنسان والنماذج الكامنة في الرؤى السياسية السائدة.