بفعل التحولات التكنولوجية والاقتصادية والجيوسياسية الكبرى خلال العقود القليلة الماضية، شهدت عمليات البحث العلمي تطورات نوعية مهمة. وإن كانت هذه التحولات أكثر تأثيرًا ونطاقًا في مجال "العلوم الدقيقة"، فإنّ مجال "العلوم الاجتماعية والإنسانية" لم يشذّ بدوره عنها، سواء في ما يخص الممارسة البحثية في حد ذاتها، وتحولاتها البنيوية بفعل تعميم استخدام الأدوات الرقمية والتكنولوجية والشبكية، وتقنيات البحوث الكمية وتطور البرمجيات، وتيسير قدرات التعلم المستمر وبناء القدرات في ضوء التطورات العلمية البحثية، أو في ما يخص تأثر هذه الممارسة البحثية بعناصر موضوعية عدة، منها التصنيفات الدولية للباحثين والجامعات والمجلات والمؤسسات، وتزايد ضغوط النشر. تتناول هذه الورقة، بالدرس والتحليل، "العمل البحثي" في مجال "العلوم الاجتماعية والإنسانية" العربية، وترسم بعض معالم تطوراته المستقبلية.