تمثّل هذه الورقة تشخيصًا لتطور الكتابة التاريخية المغربية في التاريخ الاجتماعي والذهني خلال العقدين الأخيرين؛ في ضوء تجربة وحدة التكوين والبحث في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للغرب الإسلامي. وتهدف إلى الوقوف على إضافات الباحثين الجديدة - المنتمين إلى هذه الوحدة البحثية - إلى رصيد الكتابة التاريخية المغربية في حقلَي التاريخ الاجتماعي وتاريخ الذهنيات، على مستوى المصادر أو المناهج، أو على مستوى ملء بعض الفراغات التي يعانيها هذا التخصص المعرفي. وتنقسم الورقة إلى محورين أساسَين، يُعنى أولهما بتحليل استراتيجية الوحدة البحثية المذكورة في الكتابة التاريخية، في حين يُعنى ثانيهما برصد الموضوعات الجديدة التي أضافتها إلى مجال التاريخ الاجتماعي والذهني. أما أبرز نتائج الورقة فتتجلى في التعريف بوحدة التكوين والبحث في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للغرب الإسلامي، وتسليط الضوء على تجربتها البحثية والاستراتيجية التي تبنّتها من أجل تجديد الكتابة التاريخية المغربية، وذلك من خلال انتقاء موضوعات لم يسبق التطرق إليها، على نحو تكون فيه منفتحة على الحاضر، ومتفاعلة مع تاريخ الهامش والمهمش والمحظورات، وما سكت عنه التاريخ، وهو أمرٌ أسفر عن إضافات جديدة في مجال التاريخ الاجتماعي والذهني للغرب الإسلامي، خصوصًا في مجالَي البنى السلوكية والتمثلات، والفكر الميثولوجي المرتبط بالواقع.