يحظى مفهوم المؤسسة الشمولية في أبحاث إرفنغ غوفمان بأهمية كبيرة، لكن لا نجد لهذا المفهوم المهم الحضور الذي يستحقه في الأدبيات العربية المنشورة، خصوصًا الدراسات المتعلقة بالمؤسسات؛ ذلك أن غوفمان يقدّم إطارًا نظريًا بالغ الأهمية من أجل تحليل عدد من المؤسسات الحديثة التي يعتقد أن لها الطبيعة نفسها، والأثر نفسه، المتمثلَين في إماتة الفرد اجتماعيًا وجعله طيّعًا. وفي هذا السياق، تحاول هذه الدراسة مقاربة مفهوم المؤسسة الشمولية سواء في حضورها الأصلي مع غوفمان، أو النصوص اللاحقة التي انتقدت المفهوم وطورته. وتهدف الدراسة إلى فهم طبيعة المؤسسة الشمولية، وأشكال السلطة فيها، والكيفية التي تتحقق فيها الإماتة، من دون أن تغفل فعالية الفرد في مقاومة هذه السيرورة.