دأبت الدراسات السوسيولوجية على تحليل الخطاب السياسي من خلال الحقول المعجمية والكلمات والوحدات المعجمية وفق إريك لاندوسكي، غير أن اهتمامها لم يأخذ بعين الاعتبار مسألة الاشتغال الشمولي للخطاب. لذلك فإن السيميائيات، في سياق اهتمامها بالخطاب السياسي، ستولي أهمية للمكونات الرئيسية (المعجم، التركيب، اللغة…)، إلى جانب عنصر ﺁخر هو تحليل إشكالية العلاقات والاستراتيجيات داخل حقل السلطة. تفترض دراسة الخطاب السياسي من هذا المنظور الوقوف عند الذوات الفاعلة داخل الخطاب، ومنها: الذوات التي لها سلطة إنتاج الخطاب؛ الأفعال التي تحدد مجموعة من الواجبات (واجب الفعل) تُلزم بها الذوات الأخرى؛ السياسي الذي يساهم في تشكيل أفق انتظار لدى الذوات المتلقية.
من هذا المنظور، لا يمكن الاكتفاء بالتصور الذي ينظر إلى الخطاب السياسي بصفته مجموعة من الإرساليات فحسب، بل بصفة أنه يمثل فضاء للتفاعل بين الذوات الفردية والجماعية أيضًا.