تمت عملية الإضافة الى سلة التسوق بنجاح لديك الآن  مادة/مواد في سلة التسوق الخاصة بك
  • شارك:
من نقد العقل الى هيرمينوطيقا الرموز
  • المؤلفون:
  • فؤاد مخوخ
  • رقم الطبعة : الأولى
  • سنة النشر : 2017
  • عدد الصفحات : 448
  • الحجم : 24*17
  • 9786144451281 ISBN:
  • السعر :
    18.00 $
  • بعد الخصم :
    14.40 $
  • الكميّة:
  •  

النسخة الإلكترونية: $9


أمازون

غوغل بلاي

نيل وفرات

في كتابه من نقد العقل إلى هيرمينوطيقا الرموز: بحث في فلسفة الثقافة عند إرنست كاسيرر، الصادر عن المركز العربي الأبحاث ودراسة السياسات (448 صفحةً من القطع المتوسط، موثقًا ومفهرسًا)، يحاول فؤاد مخوخ التركيز على فلسفة كاسيرر، ساعيًا لإثبات أصالتها وجِدَّتِها في مجال نقد الثقافة. فـ "قراءة كاسيرر فلسفة كانط"، كما يقول مخوخ، "متميزة وأصيلة، ويتجلى ذلك في مشروع تطوير نقد العقل وتمديده إلى نقد الثقافة الذي تجسد في فلسفة الأشكال الرمزية باعتبارها فلسفةً للثقافة، وتقعيدًا نظريًا لإبيستمولوجيا علوم الثقافة، وهيرمينوطيقا لتأويل عالَم الإنسان وفهمه".

إرث الفلسفة

يضمّ القسم الأول، من نقد العقل إلى نقد الثقافة، أربعة فصول. ففي الفصل الأول، "النقد فلسفة نسقية  تاريخية"، يعود المؤلف إلى نصوص إيمانويل كانط لاستنطاقها في ثلاث مسائل، هي: النسقية والتاريخية والأنثروبولوجيا. وبناءً على ذلك، ثمة ثلاثة محاور في هذا الفصل: نسقية فلسفة النقد، وتاريخية العقل الترنسندنتالي، وموقع الأنثروبولوجيا في فلسفة كانط. وتتبين لمخوخ الأهمية التي أَولاها كانط للمجال الأنثروبولوجي - بجميع مكوناته التاريخية والسياسية والتربوية – في فلسفته النقدية التي تتميز بأنّها، في الآن نفسِه، نسقية وتاريخية. فعلى حدّ قوله، يستحيل القول إنّها منغلقة أو جامدة. ويختم الفصل بالقول إنّ فلسفة النقد تتميز برفضها الانغلاق وقابليتها للتطور، "ما يفتح أمامها آفاقًا جديدةً بفضل تأويلات وقراءات مختلفة، الأمر الذي يفرض علينا ضرورة الانفتاح، بدورنا، على بعض التأويلات التي خضعت لها تلك الفلسفة".

يتفحص مخوخ في الفصل الثاني، "كاسيرر وريث الفلسفة الكانطية"، نزعة كاسيرر الكانطية، ويسعى لتحديد معنى انتمائه إلى تيار الكانطية الجديدة ومميزاته ومدى شرعيته، وكيفية دفاعه عن طريقة تأويله لفلسفة كانط في مقابل التأويل الهايدغري. وينقسم هذا الفصل إلى مبحثين؛ أوّلهما "ما معنى أن يكون كاسيرر كانطيًا؟"، وثانيهما "تنازع التأويلات: كاسيرر ضد هاي". ويسجل المؤلف أنّ انتساب كاسيرر، سليل الفلسفة الكانطية وأحد ورثتها الشرعيين، إلى مدرسة ماربورغ لا يعني أنه بقيَ وفيًّا، بكيفية أرثوذكسية أو دوغمائية، لأفكار رائدَيْها هرمان كوهن وبول ناثورب، "وإنما يعني أنه مرتبط بها من حيث طريقة تفكيرها وروحها المنهجية التي استلهمتها من فلسفة النقد".

نقد وعلم

في الفصل الثالث، "النقد مشروع لم يكتمل بعد"، يعالج المؤلف مسألتين مركزيتين. فالمسألة الأولى هي انفتاح فلسفة النقد وقدرتها على التطور ومواجهة التحديات التي يمكن أن تعترض سبيلها، بما في ذلك التحديات العلمية؛ كالهندسات اللإقليدية ونظرية النسبية على سبيل المثال. أمّا المسألة الثانية، فهي طبيعة نقد الثقافة الذي يمثل أساس المشروع الكاسيرري ومحوره؛ وذلك بعد إثبات شرعية انتماء كاسيرر إلى التيار الكانطي وتميزه من غيره من المفكرين الكانطيين الجُدد، ومن هايدغر، واستكشاف كيفية دفاعه عن قابلية فلسفة كانط للتطوير، ومشروعية توسيع الانتقال من نقد العقل إلى نقد الثقافة. ويضمّ هذا الفصل مبحثين. فالمبحث الأول هو "انفتاح فلسفة النقد". أمّا الثاني، فهو "نقد الثقافة عند كاسيرر".

يضمّ الفصل الرابع، "منطق علوم الثقافة"، أربعة مباحث؛ أوّلها "الموضوع والمنهج"، وثانيها "المفاهيم"، وثالثها "إنتاج القوانين ومسألة الموضوعية"، ورابعها "الحتمية وإمكانية التنبؤ". وفي هذه المباحث، يحاول المؤلف تحديد معالِم التصور الكاسيرري لأسس علوم الثقافة، بالنظر إلى أنّ هذا التصور يُمَثِّل جزءًا أساسيًّا من مشروع نقد الثقافة، وتعبيرًا عن تفكير كاسيرر في إبيستمولوجيا تلك العلوم، وتقعيدها النظري على أساس فلسفة الثقافة. ويتضح أنّ كاسيرر يعالج إشكالية العلاقة بين علوم الطبيعة وعلوم الثقافة، من خلال البحث في أساس هذه العلوم الأخيرة ومنطقها، مُؤكدًا مشروعيتها في الانتماء إلى المجال العلمي، وأحقيّتها في امتلاك صفة العلم؛ إذ يقول: "نشير هنا إلى أنّ ذلك التأكيد لا يعني تماثل العلوم وتطابقها؛ لأنّ كاسيرر يرى أنّ علوم الثقافة تختلف عن علوم الطبيعة، وهذا الاختلاف مرتبط بتميز الموضوعات والظواهر المدروسة، ما ينعكس على طبيعة المنهج الذي يدرسها، والمفاهيم والقوانين التي يشتغل فيها عالِم الثقافة".

حيوان رامز

في القسم الثاني "البعد الهيرمينوطيقي لفلسفة الأشكال الرمزية"، يخصص مخوخ الفصل الخامس، "الإنسان حيوان رامز"، للبحث في الأساس الرمزي لعالَم الإنسان، متطرقًا إلى مسألة جذور نظرية كاسيرر في الرمز، كاشفًا عن مصادرها الفلسفية والعلمية، متبحرًا في مكانة تصوُّر كانط وقيمته في تشييد تلك النظرية. وينتقل إلى عرض أطروحة كاسيرر التي مفادها أنّ فهْم العالَم الإنساني مشروط باستحضار الرموز؛ لأنّ الجانب الرمزي هو مفتاح ذلك العالَم. ويتبين لمخوخ أنّ كاسيرر، يعتمد في تشييد تصوره للرمزية، على مصادر فلسفية وعلمية متنوعة، وأنّه لا يعتمد على كانط وحده؛ إذ يقول: "وهذا التصور الكاسيرري يُبنى على تأكيد تَمَيُّز الإنسان من الحيوان في اللغة والذكاء، وتصورات المكان والزمان، والقدرة على الفصل بين ما هو واقعي وما هو ممكن".

وفي الفصل السادس، "خصائص الرمزية الكاسيررية"، يبحث المؤلف في ثلاثة مباحث: حدود الرمز ومعالمه، وسيرورة تكوين الرمزية، ووظائف الرمزية، كاشفًا العناصر المشكّلة لنظرية الرمز الكاسيررية وخصائصها. يقول مخوخ: "إنّ المفهوم إضافةً إلى الخاصيتين العلائقية والتوحِّيدية، يتميز بكونه ذا صلة بالمستقبل، حيث لا تنحصر وظيفته في الربط بين عناصر متعددة والوصل بينها وتوحيدها في علاقات معروفة، بل يتجه نحو تشييد علاقات جديدة غير معلومة، ويعمل على إبداعها؛ لذا فالمفهوم، عند كاسيرر ذو صلة بالمستقبل أكثر ممّا هو تجريدي".

الشكل الرمزي

في الفصل السابع، "خصوصية الأشكال الرمزية"، يبحث مخوخ في مسألة الأشكال الرمزية وسيرورة تكوينها ووظائفها الرمزية بكيفية ملموسة؛ من أجل إبراز خصوصية كلّ شكلٍ رمزي ومدى تميزه. فيحاول تحديد خصائص الرمزية كما تحضر عند كاسيرر في أعماله المتعلّقة بفلسفة الأشكال الرمزية. ويخصص المؤلف المبحث الأول للحديث عن اللغة ضمن عنوان خصائص الرمزية اللغوية، والمبحث الثاني للحديث عن الأسطورة تحت عنوان خصائص الرمزية الأسطورية، والمبحث الثالث للكلام على العلم تحت عنوان خصائص الرمزية العلمية. ويخلص مخوخ إلى أنّ "كلّ شكلٍ رمزي يتوافر على خصوصية من حيث طبيعة سيرورته التكوينية، ووظيفته الرمزية. وهذه الخصوصية لا تمنح أفضلية لشكلٍ رمزي"، وعلى الرغم من تميز مجال العلم بـ "الدقة وتقدّمه"، و"بالنظر إلى تفوقه، والحظوة التي لديه في العصر الراهن"، فإنّ ذلك "لا يعني أنه أفضل الأشكال الرمزيةً".

يختم مخوخ كتابه هذا بالفصل الثامن، "إشكالية وحدة الرمز ونسقيتها"، دارسًا فيه طريقة معالجة كاسيرر لهذه الإشكالية من خلال مبحثين اثنين؛ أوّلهما "المدخل البنيوي – الوظيفي"، وفيه يبيّن دور مفهومَي البنية والوظيفة في توحيد التعدد الذي يميز الأشكال الرمزية. وثانيهما "المدخل الترنسندنتالي – الفينومينولوجي"، وفيه يبرز طبيعة علاقة كاسيرر بالفلسفة الهيغلية وارتباطه بالفلسفة الكانطية، واستثماره أفكار هاتين الفلسفتين ومنهجيهما، في تحديد نسقية الفلسفة والدفاع عن ضرورة الحفاظ على انفتاحها؛ من أجل تأكيد تميز الإجابة الكاسيررية، على الرغم من استنادها إلى غيرها من الإجابات في تاريخ الفكر الفلسفي، وهو تميزٌ يظهر، كما يقول مخوخ، في طريقة استلهامها وكيفية توظيفها.


* موقع الكتب الإلكترونية يرحب بتعليقات و مناقشات المشاركين الحية و المهذبة في نفس الوقت ، لذلك نحن لا نتيح شاشة التعليقات ظاهرة و مفتوحة بشكل افتراضي، الى أن يقوم المستخدم بتسجيل الدخول.
البيانات غير متوفرة للمراجعات
المقالات

  • تتناول هذه الدراسة موضوع "التنوير"، وتسعى، انطلاقًا من منظور الفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر، إلى الكشف عن بنيته الفكرية، وفهم مبادئه الرئيسة، وإبراز القيم التي ساهمت في بناء المجتمعات الحديثة ورسمت أفق تطوّرها الحضاري. ومن أجل تحقيق تلك الغاية، سنقوم بمعالجة هذا الموضوع استنادًا إلى مقاربة منهجية تحليلية نقدية، نتوخّى من خلالها تحديد ماهيّة التنوير وطبيعته من جهة أولى، والتوقف عند سلطان العقل وهيمنته من جهة ثانية، والتطرّق إلى أبرز سمات التنوير في المجال السياسي من جهة ثالثة.

  • يتناول المقال موضوع الفلسفة الكانطية وتطورها في تاريخ الأفكار، فيكشف عن مجموعة من التصورات الفلسفية التي ظهرت بعد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، واهتمت بتأويل نصوصه واستلهام مبادئه، رافعة شعار ضرورة «العودة إلى كانط » من أجل فهم ظواهر العصر الراهن، وهو ما أثار إشكالية بخصوص معنى هذا الشعار ودلالته لدى المدافعين عنه.
    منطلق المقال الإشكالية التالية: ما معنى العودة إلى كانط؟ هل هناك شكل واحد محدد لهذه العودة أم ثمة أشكال متباينة ومتضاربة اتخذتها؟ بعبارة أخرى، كيف أوَّل الكانطيون الجدد الفلسفة الكانطية؟ هل ظلوا أوفياء مخلصين لكانط أم قدموا قراءات تختلف عن فكره؟ هل انحصر عملهم في اجترار أفكاره وتقليدها حرفيًا أم قاموا بتجديدها وتوسيع أفقها؟
    من أجل الإجابة عن هذه الإشكالية، نتطرق إلى بعض تصورات الفلاسفة المعاصرين ذوي النزعة الكانطية الجديدة، ونخص بالذكر: فلهلم فندلباند وهينريش ريكرت في مدرسة بادن، وهرمان كوهن وبول ناثورب وإرنست كاسيرر في مدرسة ماربورج. وبعد عرض تلك التصورات، نصل إلى نتيجة مفادها أن أشكال تلقّي الفلسفة الكانطية متعددة متنوعة، وأن الكانطيين الجدد استلهموا طريقة كانط ومنهجه الفلسفي وليس أفكاره كلها، إذ كانوا مبدعين لا مجرد مقلِّدين؛ فالكانطية الجديدة لا تضم مريدين أوفياء أو تابعين مخلصين لنصوص كانط بكيفية عمياء. بالعكس، إنها تشمل قراء مختلفين قدموا تأويلات متنوعة لتلك النصوص، وعملوا على تأويل فلسفة النقد بكيفيات مختلفة، ونقدها وتنقيحها في ضوء التطورات العلمية والفلسفية المعاصرة، وهو ما سمح لتلك الفلسفة بأن تتطور أكثر فأكثر وتحافظ على انفتاحها وراهنيتها.
  • يُعتبر التاريخ البشري من المجالات التي تثير الإشكالات أكثر مما تقدم الإجابات، نظرًا إلى طبيعة موضوعه والمناهج المستخدمة في دراسة مكوناته؛ فكلما عاد الباحث إلى الوقائع التاريخية – وهو يطمح إلى إنتاج معرفة علمية ويطمع في الرقي بنتائج بحثه في التاريخ إلى مستوى عال من الدقة والصرامة- وجد نفسه أمام لحظات متعددة منفلتة من كل إمكانية للتوصل إلى مفاهيم عامة ومجردة، لأنها لا تسمح لكل من يقترب منها سوى بأن يقاربها بكيفية "تلائمها" وتصون "حرمتها"  من دون أن يجردها من خصوصيتها أو "حريتها" ويضعها في قوالب نهائية ومطلقة، الأمر الذي يجعل الباحث، في هذا المجال، يقف أمام مفارقات عديدة، من بينها مفارقة متعلقة بدرجة علمية التاريخ ومدى حضور الحتمية والحرية فيه؛ إذ كيف يمكن الجمع بين حرية الإنسان والطموح إلى التوصل إلى الدقة في مجال التاريخ؟ هل إقرار الحرية وإثباتها في التاريخ يحولان فعلًا دون بلوغ المعرفة التاريخية مرتبة العلم؟
كتب متعلقة