تحاول هذه الدراسة، من منظور سوسيوتاريخي، وضع حصيلة للسوسيولوجيا المغاربية خلال الخمسين سنة الماضية؛ بالتركيز على الجوانب الثلاثة التي يهتم بها تاريخ علم الاجتماع، وهي: المؤسسات المتخصصة في إنتاج المعرفة السوسيولوجية، وجماعات السوسيولوجيين، والمعارف المتراكمة. وبناءً على هذا الاختيار، تتبّع المؤلف تطور علم الاجتماع منذ بداياته، محلّلًا الإرث الكولونيالي، ومفسّرًا سياقات ولادة مختلف المعاهد والمؤسسات المنتجة للمعرفة السوسيولوجية في الفترة الكولونيالية. كما تابع فحص تطورات المسألة بعد استقلال الدول المغاربية، وكذلك طبيعة التغيرات التي ساهمت في توسع علم الاجتماع، وتأسيس مراكز الأبحاث؛ وهو التوسع الذي ستشمله لاحقًا انتقالات مهمة خلال الفترة 1990-1980، وذلك بسبب تعميم التعليم العالي وتعريبه، وتغيّر السياق الدولي الذي أثر في هوية علماء الاجتماع. وقد أفرزت هذه التطورات توجهاتٍ جديدة تدعو إلى مهْننة المعارف، وربط الجامعة بمتطلبات السوق.