تحاول هذه الورقة ملامسة إنتاج المعرفة التاريخية في المغرب منذ الاستقلال، من خلال التوقف عند ثلاث لحظات أساسية: تتعلق الأولى بمنتج المعرفة التاريخية وأجيال المنتجين؛ إذ قسمنا منتجي هذه المعرفة إلى ثلاثة أجيال: جيل الرواد، وجيل الطفرة في الإنتاج، وجيل القلة. وقد ربطنا هذا الإنتاج واختلافه بين الأجيال باختلاف الظروف السياسية للبلد وبأوضاع الجامعة المغربية والسياسات المنتهجة في التعليم الجامعي، باعتبار الارتباط القوي بين المنتج والجامعة. أما اللحظة الثانية، فقد خصصناها للمجالات التي خاض فيها المنتجون واقتصرنا على مجالات خمسة تعكس توجهات البحث التاريخي في المغرب، في ارتباط وثيق بالانفتاح المنهجي واختلاف تمثّل الأجيال والظرفيات السياسية. أما اللحظة الثالثة من هذه الورقة، فتقف عند آليات نشر المعرفة التاريخية؛ إذ عرضت لغياب ناشر للمعرفة التاريخية بعد محاولات عدة وعدم استقرار وانتظام في إصدار مجلات تاريخية متخصصة؛ ذلك أنه قد ظهرت مجلات كثيرة تعنى بالبحث التاريخي، إلا أنها لم تعمر طويلًا، وقد وقفنا في هذه اللحظة عند أهم مجلة للبحث التاريخي في المغرب ومراحل تطورها والمشاكل التي تعانيها. وفي الوقت ذاته، عرضنا للجمعيات العالمة والدور الذي تؤديه في نشر المعرفة التاريخية ومختلف المشاكل التي تعانيها هذه الجمعيات.