تقدّم هذه الدراسة تحليلًا للتغيرات التي طرأت على مشهد النخبة السياسية والاقتصادية، إبّان الحرب الأهلية السورية، وتركز خصوصًا على تلك التبدلات التي عاشتها هذه النخبة مع تحوّل تركيز النظام الحاكم من الانشغال بكسب الحرب إلى العمل على تعزيز سلطته. تجادل الدراسة بأن الزعماء الذين يمرون بفترة ضعف ويعملون ضمن شبكات من النخب الممزقة قد يجدون أنفسهم في حالة من "الاستقرار المتزعزع". في هذه الحالة، لا تكون هناك حاجة مباشرة إلى مشاركة السلطة مع النخب، ولكن يرتفع احتمال تطور شبكات النخب هذه لتشكل تهديدًا. في حالات كهذه، تدفع الحوافزُ الاستراتيجية الزعماءَ لإجراء تغييرات دورية في مشهد النخبة، وذلك للحيلولة دون صعود شبكات نافذة داخل النظام الحاكم، تحدّ من مجال مناوراته السياسية. تُقدِّم هذه الدراسة، اعتمادًا على تحليل إمبريقي، دليلًا على أنّ جهود النظام السوري للإبقاء على حكم الأسد كانت قائمة على إجراء تغييرات جذرية متكررة، مسّت على حدّ سواء أصحاب الامتياز في النخبة، وحدود امتداد نفوذهم داخل سورية.