تنطلق هذه الدراسة من طرح قدمته مواطنة كندية تنتمي إلى أحد الشعوب الأصلانية في كندا، مفاده أن الاحتباس الحراري الذي تتسبب فيه النشاطات الاقتصادية الحديثة كان له أثر مدمر على بيئة قومها الطبيعية ومن ثمّ منظومتها الثقافية؛ وهو ما يجعل لشعبها، في رأيها، حقًا في المطالبة بتنظيم كل ما شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التغيّر المناخي. يعدّ هذا الربط بين قضية تغيّر المناخ وحقوق الإنسان جديدًا من نوعه، ويثير مجموعة من القضايا التي لا تتعلق بأبعاد سياسية واقتصادية وحتى ثقافية فحسب، بل قضايا أعمّ تتعلق بطبيعة حقوق الإنسان، بل بأسس العمران البشري العالمي نفسه وإمكاناته. تناقش هذه الدراسة بعض تلك القضايا بغية إثراء الكتابات العربية الخاصة بحقوق الإنسان من جهة، واقتراح بعض الأفكار التي قد تساهم في التعامل مع بعض الأبعاد الإشكالية في خطاب حقوق الإنسان المعاصر وتطبيقاته.