ليس الاهتمام بالرسول محمد في العالم الإسلامي أمرًا موجبًا للتساؤل عن مغزاه في ذاته، ذلك أنه من الطبيعي والمتوقع أن يظل الاهتمام بالسيرة حيًّا مع حياة المجتمعات الإسلامية نفسها. بيد أن ظهور أربعة كتب عنه خلال عقد واحد يُثير السؤال عن دلالات ذلك. تسعى هذه الدراسة إلى التعريف بأربعة كتب عن الرسول والسيرة النبوية ظهرت في مصر في الفترة 1931-1942، وتهدف إلى تحديد السمات العامة لتلك الكتب وأوجه الجدة فيها ودوافع ظهورها في سياقها التاريخي. وتستنج الدراسة أنّ كثيرًا من السمات العامة لتلك الكتب عكست الرغبة في تقديم الإسلام بديلًا من المنظومات الفكرية التي انتشرت في مصر والعالم في ذلك الوقت، وذلك من خلال السعي إلى البرهنة على مثالية الرسول وعالمية دعوته وصلاحيتها للعصر الحديث، لا سيما في مقابل آراء بعض المستشرقين "المشككين" في هذا وذاك.