تحاول هذه الدراسة تتبُّع صعوبة تطبيع العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، بناءً على خلفية قضية الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1994 ، على إثر حوادث فندق أطلس أسني بمراكش، في 24 آب/ أغسطس 1994 ، تسببت بها جماعات إرهابية. وبما أنّ التحريات أثبتت أنّ هذه الجماعات من أصول جزائرية، فقد أصدرت السلطات المغربية قرارًا يقضي بفرض التأشيرة على الجزائريين. وردَّت الجزائر بإغلاق الحدود البرية بين البلدين. تناقش هذه الورقة إشكالات العلاقات المغربية الجزائرية مركزة على ملف حادثة مراكش وقضية الصحراء وتأثير هذين الملفَّين في العلاقة الثنائية بين البلدين الجاريْن، ولا سيما أنّ أجواء التوتر والمنافسة الإقليمية قد استمرت مخيِّمةً بظلالها على العلاقات المغربية الجزائرية، بسبب تشبُّث الطرفين بمواقفهما بخصوص قضية الصحراء؛ نظرًا إلى تعقُّد المشكلة وعلاقتها بالوضع الداخلي في كلا البلدين. فقضية الصحراء في المغرب من أَوْلى الأولويات، وفي الجزائر مازال هذا الملف يدخل في نطاق المؤسسة العسكرية وضمن مجالها المحفوظ.