تسعى هذه الدراسة لاستعراض موضوع وأهمية التاريخ العالمي وتطوره كتخصص تاريخي فرض نفسه على أكثر كبريات الجامعات الغربية في العقود القليلة الماضية، ولم يلق اهتمامًا يُذكر في العالم العربي. كما أنها تناقش الاتجاهات المختلفة في كتابة التاريخ العالمي والشروط الواجب توافرها في دراسةٍ ما، حتى يمكن عدّها مساهمة فيه. كما تسعى الدراسة إلى استعراض نمط من أنماط دراسة التاريخ العالمي؛ إذ يُدرَس من خلال دراسة تاريخ شيءٍ ما، كسلعة مادية أو حركة اجتماعية. تتعرض الدراسة باختصار لأمثلة لهذا النمط من دراسة التاريخ العالمي، وتسعى لعرض متطلباتها وتحدياتها ومناقشتها كنمط غير معتاد في دراسة التاريخ. كما تسعى لإبراز الجوانب الإيجابية لمثل هذه النوعية من الدراسات لدراسي التاريخ الساعين إلى التجديد والخروج من الأطر التقليدية لدراسته. إنّ الطرح الأساسي هنا هو أنّ هذه النوعية من الدراسات تحقق كثرًا من المزايا، أبرزها الخروج بالدراسات التاريخية من الأطر المحليّة الضيقة إلى آفاق دراسة التاريخ العالمي. وعلى المستوى التربوي، تساعد هذه النوعية من الدراسات على تنمية المهارات الإبداعية والبحثية، وتقليص التحيزات المسبقة، وتشجيع الدراسة المقارنة والبينية للتاريخ.